رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

الكاتب المتبجح !!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ذاك المنتفخ غروراً ونرجسية فقلما تخلو مقالاته من مفردات ,وعبارات ولنقل فرقعات تُضخم (الأنا) ..نوجز بنموذجين أحدهما يقحم القارئ غصباً للإبحار والتجوال بـ (اسفاره) دعك من بطولاته ومغامراته وتارة يومئ بشبكة علاقاته مع المشاهير والمتنفذين وعلية القوم وفي لجة الافتتان و(سكرة) الزهو بالذات تتوه الفكرة ويتلاشى المضمون وبالنتيجة يقذف بالقارئ إلى حيث شاطئ لا زرع به ولا ضرع! ..كاتب اخر (متورم) جراء توهمه بالإلمام إلى حد التخمة بمختلف العلوم والمعارف والفنون والثقافات بتضاعيفها لا بل وملماً بشتى الابتكارات والاختراعات وتعرفه بافتتاحية مقاله بسؤال للقارئ : هل تعلم أن ...؟ أو هل تعرف العالم أو المخترع (الفلاني)؟ ومن فوره يجيب اجزم بعدم معرفتك! ما هكذا تقدم المعلومة فأنت بهذا الأسلوب الاستعلائي استهجنت بفكر القارئ وتثاقفت عليه حتى لا نقول استخففت بعلمه وضّحلت ثقافته ..فما يدريك أن جل قراؤك لا يعرفون ما تتبجح أنت بمعرفته ولنفرض جدلاً أن قارئاً واحداً فقط لا يعرف هذه المعلومة عليك أن تحترمه وهذا من أهم ابجديات مهنة الاعلام بل وادبيات العلاقة بين الكاتب وقرائه. ما يجب أن يتفهمه هؤلاء الكتّاب أن زواياهم وأعمدتهم (أوعية) لضخ معلومات وأفكار ومعالجات بأسلوب راق ومفيد وخلاق وهي حق مكتسب للقارئ وليست لاستعراض البهرجة و(الفشخرة) ولا هي للاستخفاف بثقافة القارئ وحصيلته الفكرية.. بقي القول: القارئ فطن لماح ومثقف والا لما قرأ مقالك وقدر فكرك وتجشم مستلهما قلمك ولا أقل من أن تبادله ذات القدر من الاحترام والتبجيل فلولا هؤلاء القراء لما أطللت من نافذتك وعلينا أن نتذكر أن ثمة قراء جهابذة علم وفكر وثقافة فمن السذاجة إذن اختبار معلوماتهم أو أن تنصّب نفسك قيٍّماً لقياس درجة ثقافتهم.

arrow up